عندما وصلت القهوة إلى أوروبا في القرون الوسطى، لاقت استقبالاً متفاوتًا. في البداية، اعتبرت بمثابة شيء غريب وسحري، وأثارت الجدل بين الدائرتين الدينية والعلمية. بعض الناس رأوا فيها مشروب الشيطان نظرًا لأصولها الشرقية، فقد كانت مرتبطة بالثقافة الإسلامية وكانت بعض الدول الأوروبية تمنع شربها.
في إنجلترا، على سبيل المثال، تم حظر القهوة في البداية من قبل الكنيسة، التي اعتقدت أنها مشروب مسكر. ومع ذلك، تم إلغاء الحظر في عام 1675، وسرعان ما أصبحت القهوة شائعة في إنجلترا أيضًا.
في فرنسا، تم حظر القهوة أيضًا في البداية، ولكن تم إلغاء الحظر في عام 1669.
في إسبانيا، تم حظر القهوة في البداية، ولكن تم إلغاء الحظر في عام 1711.
ولكن سرعان ما تحولت هذه النظرة السلبية بفضل التأييد الكنسي في بعض الأحيان وأصبحت جزءًا من الثقافة الأوروبية.
القهوة بدأت تكتسب شعبية خاصة في المقاهي، التي كانت تعتبر مراكز للنقاش الثقافي والفكري. في فرنسا، مثلًا، أصبحت المقاهي مكانًا للمثقفين والفلاسفة والكتاب، حيث تجمعوا للنقاش وتبادل الأفكار.
في إنجلترا، كانت "الكوفي هاوسز" مراكز للأنشطة المالية والتجارية، بل وتأسست البورصة اللندنية في إحدى هذه المقاهي.
في النمسا، وتحديداً في فيينا، واجهت القهوة مقاومة في البداية حتى تم تحويلها بإضافة الحليب والسكر لتصبح القهوة الفيينية، والتي تعد الآن جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة.
لعبت المقاهي دورًا مهمًا في انتشار القهوة في أوروبا. فقد كانت المقاهي أماكن للتجمع الاجتماعي والثقافي، وكان الناس يجتمعون فيها لشرب القهوة ومناقشة الأخبار والأفكار.
في القرن الثامن عشر، أصبحت
المقاهي مرتبطة بأفكار التنوير والعقلانية. فقد كانت المقاهي أماكن للنقاش السياسي
والفلسفي، ولعبت دورًا مهمًا في انتشار أفكار التنوير.
كانت المقاهي أيضًا أماكن
للترفيه. فقد كانت هناك عروض موسيقية ومسرحية وعروض السيرك في بعض المقاهي.
كانت القهوة أيضًا جزءًا من
الثقافة الشعبية الأوروبية. ظهرت القهوة في الأدب والفنون، وأصبحت مرتبطة بأسلوب
الحياة الأوروبي.
كتب العديد من الأدباء
والشعراء عن القهوة، مثل الشاعر الإنجليزي جون ميلتون، الذي كتب قصيدة بعنوان
"القهوة" في عام 1674.
ظهر فن القهوة أيضًا في
أوروبا في القرن الثامن عشر. فقد ظهرت لوحات ومطبوعات تصور المقاهي والناس يشربون
القهوة.
اليوم، تعد القهوة جزءًا أساسيًا من الثقافة الأوروبية. وهي مشروب شائع يُستهلك في كل مكان، من المنازل والمكاتب إلى المقاهي .
ظهور القهوة في الثقافة الأوروبية قديما:
- في القرن السابع عشر، كانت القهوة تعتبر مشروبًا صحيًا، وكان يعتقد أنها تساعد في التركيز واليقظة.
كتب الطبيب والفيلسوف الإنجليزي توماس براون في
عام 1665 أن القهوة "تساعد على تعزيز الذاكرة وتقوية العقل وتجعل الإنسان
أكثر قدرة على التعلم".
- في القرن الثامن عشر، كانت القهوة مرتبطة بأفكار التنوير والعقلانية.
كانت المقاهي أماكن للنقاش السياسي والفلسفي،
ولعبت دورًا مهمًا في انتشار أفكار التنوير. كتب الفيلسوف الفرنسي فولتير في عام
1734 أن "المقهى هو مكان يتجمع فيه أولئك الذين يرغبون في التفكير".
- في القرن التاسع عشر، أصبحت القهوة أكثر سهولة في الوصول إليها، وارتبطت بالحداثة والتقدم.
مع ظهور الثورة الصناعية، أصبحت القهوة أكثر
سهولة في الوصول إليها، وارتبطت بالحداثة والتقدم. كتب الكاتب الفرنسي هونوريه دي
بالزاك في عام 1837 أن "القهوة هي مشروب الرجال المبدعين".
ختامًا، يمكن القول أن القهوة لعبت دورًا مهمًا في الثقافة الأوروبية. فهي أكثر من مجرد مشروب، بل هي جزء من التاريخ والثقافة الأوروبية.